أبو طالب أحد الشهود على جرائم تنظيم داعش الإرهابي في مدينة الرقة

أبو طالب أحد الشهود على جرائم تنظيم داعش الإرهابي في مدينة الرقة

أبو طالب أحد الشهود على جرائم تنظيم داعش الإرهابي في مدينة الرقة، وهو من محافظة ديرالزور شرق سوريا، يروي أبو طالب لمركز الفرات كيف قتل التنظيم إبن خاله وصديقه في المدينة، ويتحدث أيضاً عن الأوضاع المدنية في الرقة أثناء فترة سيطرة داعش.
مركز الفرات لمناهضة العنف والارهاب يدعو لمحاسبة مجرمي الحرب وتقديمهم للعدالة كما يحتفظ المركز بالوثائق الخاصة ونتحفظ على ذكر الشهود حفاظاً على سلامتهم الخاصة، كما ندعوكم متابعينا الكرام إلى المشاركة والمساهمة في تحقيق العدالة عبر تقديم أيّ معلومات تخص مجرمي الحرب عبر التواصل معنا على: ecavt.org@gmail.com
يمكنكم أيضاً متابعة المقابلة عبر يوتيوب على الرابط التالي: https://youtu.be/O4QcbMXRCZ8

 

دراسة حول المنهاج الدراسي الخاص بتنظيم داعش الإرهابي في سوريا

دراسة حول المنهاج الدراسي الخاص بتنظيم داعش الإرهابي في سوريا

لأول مرة سلسلة تحقيقات صحافية حول المنهاج المفروض تدريسه في مناطق نفوذ تنظيم داعش الإرهابي.

كما هو معلوم، فإن أغلب الدول المتطورة لا تكتفي بماوصلت إليه من معرفة، إذ نراها دائمة المتابعة والتعديل والتركيز على محور العملية التعليمة (المنهاج) لأن المنهاج هو الأساس في تشكيل الوعي والفكر الجماعي للأجيال، وهو الذي يحدد ما سيؤول إليه المجتمع سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، عبر إعداد وتأهيل الفرد ليكون عنصراً إيجابياً فعالاً، ومساهماً في تطور وتنمية مجتمعه الذي ينتمي إليه.

 إذاً وفقاً لما سبق ، فإن درجة التطور في أي بلد تقاس بالنظر إلى قوة المناهج التعليمية فيه ، ومدى تطابق هذه المعرفة المقدمة مع تغيرات العصر الذي نعيشه .
ولأن داعش تدرك خطورة هذا الوعي الناتج عن أي منهج غير منهجها ، عمدت إلى إغلاق المدارس ، فلم تكتف  بتخريب البنى التحتية والاجتماعية في الأماكن التي احتلتها ، بل عمدت إلى تخريب ما تبقى من معرفة ونظرة جمالية ، ومنظومة قيمية وأخلاقية ، ومفاهيم عدل ومساواة وتمدن ، وحقوق إنسان وحرية وإبداع ، مستهدفة بشكل رئيس الناشئة الصغار ؛ كي تلقنهم الأفكار المسمومة والنظرة الظلامية الحاقدة ،  التي بثتها في مناهجها الداعشية التعليم  .
وفي هذا الصدد ، وبعد أن حصل ( مركز الفرات لمحاربة العنف والإرهاب ) على نسخة عن المنهاج المفروض من قبل تنظيم داعش، تواصلت مع مجموعة كبيرة من التربويين ذوي الخبرة ، بهدف إبداء آرائهم وملاحظاتهم ، حول المنهاج الداعشي الذي يستهدف طلاب المرحلة الابتدائية ، وارتأت  المؤسسة أن تنشر ملاحظات وتقييم  كل معلم صف أو مدرس اختصاص مع بعضها ، حتى تكتمل  لدى المتلقي ،الصورة المشوهة والحاقدة التي يراد زرعها من قبل ما يسمى تربويي دولة داعش.
تمهيد :

تبدأ كل كتب المنهاج الداعشي بمقدمة عامة، يستعرض فيها المؤلف الداعشي على غرار إعلاميي التنظيم، القوة والإنجاز الفكري العظيم في هذه المناهج، هذا الإنجاز الذي يسميه (اللبنة الأولى في صرح التعليم الإسلامي) مهاجما في هذه المقدمة (الاشتراكية الشرقية) و(الرأسمالية الغربية) والمناهج المنحرفة في شتى أصقاع الأرض!

ثم بعد ذلك يمجد العمل الفكري الضخم الذي تم النهوض به تحت راية التنظيم، تلك الراية التي يصفها بتنميق أدبي خادع: (راية الخلافة الرشدة ودوحتها الوارفة)

الصف الأول الابتدائي:

يضم منهاج الصف الأول 9 مواد في الفصل الأول، وقد آثرنا استعراض بعض المواد غير الشرعية منها، باعتبارها مواد مشتركة في التدريس في بقية المدارس التي لا تخضع لسلطة داعش، وهذه المواد التي تم اختيارها هي: (الإعداد البدني – الرياضيات – العلوم.)

مادة الإعداد البدني:

يفتتح مؤلف كتاب مادة الإعداد البدني كتابه بمقدمة إضافية تحمل نبرة خطابية حماسية، مركزا فيها على ضرورة اللياقة البدنية لكل من هم تحت راية (الخلافة الراشدة) ثم نتفاجأ بعرض تمارين الإحماء ال 10بشكل سريع، مدعوما ذلك بصورة مقاتل يرتدي اللون الأسود.

زمن الحصة الدرسية 45 دقيقة

أما ساحة اللعب الترابية فهي أشبه ما تكون بساحة تدريب المقاتلين الأغرار في صفوف الجيوش النظامية (شواخص – حواجز – متاهة – ألعاب وثب عال…)

ساهر الحسين (معلم رياضة – خبرة 15  سنة ) يقول :

” إن الأشياء التي لفتت انتباهي بعد قراءة كتاب مادة الإعداد البدني، ومقارنتها مع توجيهات كل المنظمات العالمية التي تدعم حق الطفل في التعلم واللعب:

  • ليس المقصود في إعداد هذه المادة، ضمن ما يسمى بالمنهاج الداعشي، اللعب والتسلية للأطفال وإنما يكون التركيز على تعلم الطفل طاعة الأوامر فقط والانضباط التام.
  • في الدرس الثالث – الصفحة رقم 10 يبتكر مؤلف الكتاب لعبة صغيرة يقسم فيها المعلم الأطفال إلى 4 مجموعات، كل مجموعة تقف على هيئة دائرة، وعند سماع كلمة (باقية) يجلسون، وعند سماع كلمة (تتمدد) يقفون، وتفوز المجموعة التي تبقى أكبر عدد من أفرادها!

هذا التكرار له دور كبير في زرع إيديولوجيا التنظيم في أذهان الناشئة، والجدير بالذكر أن هذه اللعبة بالذات مستنسخة عن تمرين كان ضباط الجيش الأسدي يطبقونه ضمن برامج التدريب الصباحي، لكن بشعارات أخرى لها نفس الهدف: (أسد – بعث!)

  • في الصفحة رقم 14 يذكر المؤلف أهداف الخطة الدرسية رقم 7 بقوله:

” الأهداف: أن يحفظ الطالب النشيد المذكور في الأسفل “

وهذا النشيد المذكور في نفس الصفحة، والموجه لطلاب الصف الأول، هو:

” قوموا جميعا بايعوا البغدادي

الفاطمي الهاشمي السادي

قوموا جميعا بايعوه فإنه /

من خير حاضرة القرى والبادي”.

  • في الصفحة رقم 18 نلاحظ الأخطاء اللغوية والإملائية الكثيرة، ويدهشنا المؤلف الجهبذ في ابتكار لعبة الأحجار السبع، تلك اللعبة البدائية التي لا تتناسب مع إمكانات طفل في الصف الأول الابتدائي، فضلا عن أنها لعبة خطرة عليه.
  • في الصفحة رقم 19 يذكر المؤلف لعبة اسمها (لعبة صيد الحمام) وهي لعبة عنيفة وتزرع الكراهية بين الأطفال ، ومضمونها أن ينقسم الطلاب (أشبال الخلافة ) إلى فريقين ؛ فريق يكون داخل دائرة كبيرة ، والفريق الثاني يحيط بهذه الدائرة ، ويقوم الفريق الذي خارج الدائرة بقذف الكرة بشكل عنيف على الفريق الثاني ، أما الهدف المرجو من هذه اللعبة ، كما يذكر المؤلف : (اصطيادهم كما الحمام )!
  • ليس هناك ذكر لكرة القدم أوكرة السلة ضمن صفحات الكتاب نهائيا!
  • كل أدوات وتجهيزات اللعب هي عبارة عن: أحجار- حبال – شواخص – ساحة ترابية، وشعارات تمجد دولة الإرهاب، علما أن كل الدراسات التربوية الحديثة تؤكد على ضرورة ابتعاد المناهج التعليمية عن أي توجه إيديولوجي، كي يبقى عقل التلميذ حراً ومحباً للجميع.

مادة الرياضيات:

في هذه المادة التي يعتبرها المؤلف من المواد الدنيوية، يحاول المؤلف أن يزيف الواقع ثم يبتعد كثيرا عن مضمون مادة الرياضيات، إذ يضيف مقدمة افتتاحية ثانية يسميها (مقدمة الكتاب) مستعرضا فيها للأطفال (فتوحات الخلافة الداعشية) التي بسطت سلطانها، كما يدّعي، على مساحات واسعة في العراق والشام واليمن …!

ثم يتابع مضيفاً: إنّ أول الأعمال التي بدأت بها (دولته) هو فتح المدارس، وتدريس المناهج العلمية والعملية تحت راية خلافته التي تدرس أبناءها (الأشبال) العقيدة الإسلامية الصحيحة في التعامل مع العلوم الدنيوية!!

والأشياء غير التربوية الملاحظة في هذا الكتاب، فضلا عن المقدمة السابقة المذكورة ، اختصرها مدرس مادة الرياضيات (أحمد علي السالم – خبرة 22 سنة ) بقوله :

“أي عقل تربوي ذاك الذي يضع الصور الكثيرة للبنادق والقنابل والدبابات والسيوف والرماح، دون أن تكون هناك حاجة لذكرها، فضلاً عن كونها موجهة لتعليم أطفال لم يتجاوزوا السادسة من أعمارهم.

أمثلة على ذلك: الفقرات التي تشرح أسلوب الجمع والطرح والقسمة، في الصفحات (8 -9-10 -14 -15 -16-17-18-19 -21- 28-30-34-35-36-55-57-58-59-65-66-67-68)

ثم تأتي الصفحة الأخيرة وفيها صورة 4 طلقات وصورة مسدسين اثنين “

مادة العلوم:

يقول المدرس مثنى حميد الرهاوي (مدرس علوم – خبرة 18 سنة ) : ” عندما اطلعت على مقرر مادة العلوم ضمن المنهاج الداعشي ، لفت انتباهي أن مؤلف الكتاب قد وضع بعد المقدمة الأولى ، مقدمة ثانية يصرح فيها بكل فخر أنه قدم لأبنائه الطلبة كتابا للعلوم وفق “ماتقتضيه متطلبات العصر والتقدم العلمي في شتى مناحي العلوم “

ويضيف، في نفس الصفحة الخامسة، مشوقاً القارئ:

” لقد جاء أسلوب الكتاب وعرضه على نحو يشجع الطالب على التفاعل المباشر مع المادة والنشاطات العلمية مستفيدا من طرائق التدريس الحديثة، فضلاً عن احتوائه على العديد من الرسومات والأشكال التوضيحية ….”

لكن، ما إن تابعت قراءة الكتاب حتى تملكني شعور بالضحك ، وصدمت بالمادة العلمية الضئيلة والناقصة التي لا تتناسب مع عقل الطفل ، والخلط غير المنهجي بين مادة العلوم ومادة الديانة كما في الصفحات (9 -13 -14 -17 -20 -23 ) .

أما بالنسبة للرسومات التوضيحية فهي عبارة عن صور مخيفة للطفل؛ لأنها صور أشباح غير مكتملة الوجوه، وذلك تبعا للعقيدة الداعشية التي تحرم وجود الصور البشرية المكتملة (الصفحات: 11- 17 -18 -53 -66)

  • في الصفحة رقم 18 تبرز صورة رجل مسلح بلباس أفغاني، والشيء الخطير أن هذه الصورة تمثل شخصية الأب في الصفحات البقية!

-في الصفحة 46 يتحدث المؤلف عن كيفية الحفاظ على نظافة الأسنان، دون أي ذكر لاستخدام الفرشاة والمعجون؛ ربما لأن فرشاة الأسنان من صناعة الغرب الرأسمالي!

-في الصفحة رقم 53 صورة طفل مقنع يرتدي اللباس الأسود، مكتوب على جبهته (أسود الخلافة) ويظهر في الصورة كأنه يتوعد ويهدد، ولاندري ما علاقة مادة العلوم بهذه الصور التي تشوه النظرة الجمالية البريئة لدى الطفل الذي لم يتجاوز 6 سنوات!

-في الصفحة رقم 68 يضع المؤلف بعض الرسومات التوضيحية عن الأشياء غير الحية (الجمادات) لكن دون أن ينسى إقحام صورة المسدس القاتل مع الطلقات باعتبار أن المسدس من أنواع الجمادات، ويكرر الشيء نفسه في الصفحة 72 مبرزا صورة بندقية كلاشينكوف!!

  • خلاصة القول:

–  المحتوى التعليمي للمواد المذكورة، بالإضافة للأهداف التربوية لدى المنهاج الداعشي لا تتناسب بأي شكل من الأشكال مع معايير المناهج التعليمية.

        – يستطيع أي شخص تربوي، لديه أدنى معرفة بالعملية التعليمية أن يحدد عناصر المنهج، التي هي أشبه بالحلقة: (الوسائل التعليمية – طرائق التدريس والأنشطة – المحتوى – الأهداف – التقويم) لكن السؤال الذي يطرح نفسه : أين هذه العناصر في المنهاج الداعشي؟

ما يتضح للقارئ منذ الوهلة الأولى أيضاً، مدى تقصد واستهداف التنظيم المتطرف ، تلقين الأطفال أساليب العنف وحضهم على “الكراهية” بكل أشكالها، كما يتضح أيضاً تعمد إداريي التنظيم والقائمين على العملية التدريسية لهذه المناهج، القضاء على براءة الطفولة ، وتربية جيل بأكمله على أن يكون أداة تنفيذ عمياء لتعليمات وأوامر “قائد التنظيم المفدى” بحسب وصفهم.

وفي نهاية المطاف نجد أن تنظيم داعش الإرهابي ومع اقتراب انجلائه من معظم الأراضي السورية، ستبقى آثاره لما بعد رحيله ككيان عسكري، لتكون هذه الفترة التي قضاها التنظيم “ندبة” من الصعب تجميلها إلا بعد انقضاء وقتٍ طويل.

في ضوء ما سبق نؤكد أن سيادة القيم العنفية المتطرفة المناقضة للحوار والتسامح التي خلفها التنظيم لدى فئة الأطفال في مناطق سيطرته السابقة ستؤثرر على استقرارالمجتمع على المدى القريب والبعيد ، لذلك فأن محاربة الافكار المتصلة بالارهاب التي رسخها تنظيم داعش هي مسؤولية عامة للجميع ، وإذا ما كتب لهذه الممارسات بالاستمرار فأن المجتمع المحلي في هذه المناطق لن يعرف الاستقرار مستقبلاً ،لما تتركه هذه الافكار من عنف وكراهية للآخرين . لذا يطالب مركز الفرات المجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية بدعم قطاع التعليم والعمل على معالجته وإذا نؤكد أن إنهاء الوجود العسكري لتنظيم داعش لن ينهي ما تسبب به من دمار للطفولة

فيما يلي بعض الصفحات التي تحوي مضمون يحض على العنف وزرع الأفكار العدوانية لدى الأطفال، ويمكنكم أيضاً تصفح النسخة الإلكترونية من المنهاج بأكمله عبر الرابط أدناه:

https://drive.google.com/file/d/0BxcoV1BuMne7QWtldDR4UE5Qb1E/view?usp=sharing

إحصائية الانتهاكات التي ارتكبها تنظيم داعش في ديرالزور بين عامين 2014-2017

إحصائية الانتهاكات التي ارتكبها تنظيم داعش في ديرالزور بين عامين 2014-2017

إنفوغرافيك إحصائية عن الانتهاكات التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي في محافظة ديرالزور حلال فترة سيطرته بين العامين 2014 -2017 حيث استهدف التنظيم المدنيين بالدرجة الأولى وقتل أكثر من 2531 مدني في مناطق مختلفة من المحافظة، بالإضافة لتسبب التنظيم بمقتل أكثر من 300 شخص جراء الألغام الأرضية التي خلفها التنظيم الإرهابي قبل انسحابه من معظم المناطق.
يمكنكم متابعة المقطع أيضاً عبر يوتيوب على الرابط أدناه: